اللاجئين السودانيين مغادرة عدد من معسكرات الإيواء في إثيوبيا احتجاجا على انعدام الأمن والنقص الحاد في المواد الغذائية والدوائية.
ومنذ بدء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، فر آلاف السودانيين إلى إثيوبيا المجاورة، حيث تستضيف السلطات هناك اللاجئين في معسكري كومر وأولالا ومعسكر للعبور، في منطقة المتمة الحدودية بإقليم الأمهرا المجاور لولاية القضارف، بجانب معسكر استقبال ومعسكر ثابت رابع في إقليم قمز بني شنقول الاثيوبي المجاور لإقليم النيل الأزرق.
وتشير مفوضية اللاجئين إلى وجود 27 ألف لاجئ وطالب لجوء سوداني في إقليم الأمهرا و20 الف لاجئ في إقليم قمز بني شنقول.
وقال عثمان عبدالباري وهو لاجئ من ولاية الخرطوم لـ “سودان تربيون” إن “ما يزيد عن ثلاث الاف لاجئ سوداني قرروا مغادرة معسكر أولالا في إقليم الامهرا الإثيوبي بسبب التردي المريع في الخدمات لا سيما الصحية والندرة الكبيرة في الغذاء والدواء بجانب غياب الأمن”.
وكشف عن تعرض أكثر من أربع فتيات للاغتصاب على يد جماعات اثيوبية مسلحة خلال شهري ديسمبر ويناير الماضيين، فضلا عن وجود حالات اذى جسيم نتيجة لاستهدافهم من مسلحين بجانب حالات النهب المسلح والاختطاف مقابل طلب الفدية في ظل غياب الحماية من الحكومة الإثيوبية ومفوضية اللاجئين.
وتحدث عبد الباري عن صعوبات بالغة في الحصول على الغذاء نتيجة لتوقف تقديم المساعدات منذ 8 أشهر قبل أن تبدأ بعض المنظمات في تقديم مساعدات خلال مارس الماضي متمثلة في مواد غذائية لا تفي لمدة ثلاث أيام وفقًا لتعبيره.
وكشف عن ظهور حالات سوء تغذية وسط الأطفال والنساء الحوامل بجانب كبار السن بسبب انعدام الغذاء علاوة على ظهور امراض الإسهالات والطفح الجلدي للتردي البيئي وتكدس النفايات.
ونوه الى أن هذا الوضع الكارثي دفع عدد كبير من اللاجئين للتفكير في مغادرة المعسكر نحو المجهول.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو صادمة تظهر مغادرة أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين سيرا على الاقدار والوصول إلى بلدة “قندر” القريبة من الحدود مع السودان وهم في وضع إنساني بالغ التعقيد.
وفي معسكر “كومر” بمدينة المتمة الإثيوبية قرر اللاجئين السودانيين الاعتصام أمام مقر المفوضية السامية للاجئين للمطالبة بتوفير الغذاء والمياه وتوفير الأمن بعد وقوع عدد من حوادث النهب المسلح.
وقال لاجئ مفضلا حجب اسمه لـ “سودان تربيون” إنهم قرروا الاعتصام أمام مقر المفوضية السامية للاجئين في المتمة الإثيوبية للمطالبة بتدخل المنظمات الدولية لحل قضاياهم بما في ذلك إيجاد دولة استضافة أخرى غير إثيوبيا.
فيما طالب اللاجئ الصادق مصطفى عمر المجتمع الدولي بضرورة الانتباه للأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب في السودان وإجبار آلاف على مغادرة بلادهم، وقال لـ “سودان تربيون” من مدينة قندر الإثيوبية إن المنظمات الدولية والدولة المستضيفة أجبرت اللاجئين على مغادرة المخيم بسبب التجاهل المستمر لمطالبهم التي ظلوا يقدمونها منذ وصولهم إلى المعسكر في مايو من العام الماضي.
وقال إنه منذ وصوله قبل ما يقرب على العام لم تقدم له أي مساعدة سوى مرة واحدة فقط وهي عبارة عشرة دولارات، وأكد أ، المعسكر أصبح غير صالح للسكن بسبب التهديدات الأمنية التي لم تسلم منها حتى الوحدة الطبية بجانب انعدام الغذاء والصعوبات البالغة في الحصول على مياه الشرب النقية.
الأوضاع في الكرمك
وفي معسكر منطقة “الكرمك” الإثيوبية الذي يستضيف نحو 15 ألف لاجئ لا يختلف الحال عن مخيمات إقليم الامهرا حيث يعاني هو الآخر من النقص في الغذاء ومياه الشرب والايواء.
وقال الهادي عمر لـ “سودان تربيون” إن عدداً كبيراً من اللاجئين منذ وصولهم لمعسكر الكرمك لم يتلقوا اي مساعدات إنسانية من المفوضية السامية للاجئين أو أي منظمة أخرى وهو ما فاقم أوضاعهم الإنسانية.
وتحدث عن وجود فساد وسط بعض موظفي المنظمات في توزيع المساعدات وقال “هناك تمييز واضح بين اللاجئين وأن موظفي المفوضية يميزون بين سكان المخيم وأعداد كبيرة من السودانيين تم تجاهلهم ولم توفق أوضاعهم حتى الآن وهو قاد بعضهم للعودة الى السودان”.
وأوضح بأن الحكومة الإثيوبية ممثلة في الشرطة الفدرالية تمارس عليهم تضييقا بمنع اللاجئين من العمل في مهن هامشية التي يلجؤون إليها لسد التزاماتهم اليومية تجاه أسرهم، ونوه الى تلقيهم معلومات تشير إلى أن السلطات الإثيوبية ترغب في تفكيك المعسكر ونقل اللاجئين إلى جهة لم يتم تحديدها.